هجري: | ميلادي: 19 Nisan 2024

التراجع
فيديو مسرب من داخل معسكرات اعتقال الأويغور يكشف وضع المحتجزين المتردي

فيديو مسرب من داخل معسكرات اعتقال الأويغور يكشف وضع المحتجزين المتردي

لقطة من الفيديو الذي صوره مردان عبد الغفار (بي بي سي)

الأربعاء - 15 ذو الحجة 1441 هـ - 05 أغسطس 2020 مـ 

 

بكين: الشرق الأوسط أونلاين


 قام أحد المحتجزين في معسكرات الاعتقال الخاصة بمسلمي الأويغور في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) غربي الصين، بتسريب مقطع فيديو له وهو مكبل اليدين يرتدي ملابس متسخة ويقبع في غرفة صغيرة بالمعسكر، في محاولة منه للفت أنظار العالم لحملة القمع التي تتبعها السلطات الصينية ضد معتقلي هذه المعسكرات.

 وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن هذا المحتجز يدعى مردان عبد الغفار (31 عاماً)، وكان يعمل مقدم إعلانات لمتاجر التجزئة الصينية الضخمة عبر الإنترنت "تاوباو".

وظهر عبد الغفار في الفيديو داخل غرفة صغيرة بها نافذه تغطيها شبكة فولاذية، وقد بدا صامتاً قلقاً، ملابسه متسخة وكاحلاه متورمان، وقد تم تكبيل معصمه الأيسر بالأصفاد التي تم ربط الجزء الآخر منها في الإطار المعدني للسرير الذي كان عبد الغفار يجلس عليه، وهو قطعة الأثاث الوحيدة في الغرفة.

 وتم إرسال الفيديو، إلى جانب رسائل نصية كتبها، إلى «بي بي سي»، بشكل غامض، حيث إن الشبكة لا تعلم كيف تمكن عبد الغفار من اصطحاب هاتفه معه للمعسكر.
وتخشى عائلة عبد الغفار، أن يتسبب نشر الفيديو، في زيادة تعرض نجلهم للعقاب والتعذيب. لكنهم قالوا إن أملهم الأخير هو إبراز قضيته ومحنة الأويغور بشكل عام.

وألقي القبض على عبد الغفار في عام 2018 وحكم عليه بالسجن 16 شهراً لبيع القنب، وهي تهمة يصر أصدقاؤه على أنها ملفقة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. تم إطلاق سراحه، ولكن بعد نحو شهر طرقت الشرطة بابه وأخبرته أنه بحاجة إلى العودة إلى شينجيانغ لإكمال بعض إجراءات التسجيل الروتينية، إلا أنه لم يعد منذ ذلك الحين.

 وفي الرسائل النصية التي كتبها، قال عبد الغفار إن جميع المعتقلين يكبلون بالأصفاد في يديهم وكاحليهم، التي سبق أن انتقدت جماعات حقوق الإنسان استخدام الصين لها، وأن الغرفة الواحدة تضم ما بين 50 و60 معتقلاً من الرجال والنساء، حتى أن أغلبهم لا يجدون مكاناً للاستلقاء والنوم.

 أما فيما يخص وجوده وحده بالغرفة، فقد أوضح أنه تم عزله بسبب الاشتباه في إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وكتب عبد الغفار في إحدى الرسائل النصية «كانوا يغطون وجوهنا في كثير من الأحيان بغطاء أسود، وفي ذات مرة رفعت غطاء الوجه لأخبر ضباط الشرطة أن الأصفاد كانت ضيقة للغاية لدرجة أنها أصابت معصمي، فصرخوا في وجهي بشراسة قائلين: إذا قمت بإزالة الغطاء مرة أخرى، فسوف نضربك حتى الموت»، وأضاف: "لا أريد أن أموت في هذا المكان".

وأشار عبد الغفار إلى أنه يستمع باستمرار إلى أصوات صراخ قادمة من مكان مجاور، مقترحاً أنها قد تكون "غرف الاستجواب".

 ولفت عبد الغفار إلى أن أغلب السجناء يعانون من القمل ويتقاسمون فقط حفنة من الأواني والملاعق البلاستيكية بينهم.

وكتب: قبل تناول الطعام، كانت الشرطة تطلب من الأشخاص المصابين بأمراض معدية رفع أيديهم ليكونوا آخر من يأكل.

 وبعد تفشي فيروس كورونا بالصين، أجبرت الشرطة السجناء على ارتداء الكمامات أسفل الأقنعة السوداء الموضوعة على وجوههم، الأمر الذي كان يشكل «مأساة في التنفس بالنسبة لهم»، بحسب عبد الغفار.

 ومع مرور الوقت، اشتبهت السلطات في إصابة العديد من السجناء، بمن فيهم السيد عبد الغفار بالفيروس، مما أدى إلى نقله للغرفة الصغيرة. وقد أشار المعتقل إلى أن النافذة الموجودة بالغرفة كانت تمرر هواء شديد البرودة جعله غير قادر على النوم حيث لم يتم توفير غطاء له.

وتابع: أصوات التعذيب في هذه الغرفة أكثر وضوحاً. ذات مرة سمعت رجلاً يصرخ من الصباح حتى المساء.

ومنذ فترة، توقفت رسائل عبد الغفار فجأة ولم يسمع أي شيء عنه، كما أن السلطات لم تقدم أي إخطار رسمي بمكان وجوده، ولا أي سبب لاستمرار احتجازه.

يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أكدت أن الصين تحتجز أكثر من مليون فرد من الأويغور المسلمين منذ عام 2017. في معسكرات «مكافحة الإرهاب»، لكن بكين نفت ذلك، قائلة إنها تحتجز «بعض المتشددين دينياً»، بغرض "إعادة تعليمهم".


https://aawsat.com/home/article/2431396 

http://turkistantimes.com/ar/news-13311.html

المقالات

آخرون