هجري: | ميلادي: 28 Mart 2024

التراجع
عالم ومناضل إفتقده المسلمون الأويغور

(1963-2016)

الشيخ المجاهد عبدالحكيم مخدوم الملقب بتكلمكان، هو أحد العلماء المعاصرين الأويغور.

ولد في مدينة قارغاليق بتركستان الشرقية تعلم العلم في مسقط رأسه على يد الشيخ الجليل عبدالحكيم مخدوم هاجيم

(1925-1993)، وحصل على الإجازة منه لتدريس العلوم الشرعية، وبدأ تدريس العلوم الشرعية فى وقت مبكّر آواخر الثمانينات، سجن عدة سنوات في سجون الصين بسبب التدريس والدعوة إلى الله عز وجل. وبعد خروجه من السجن عام ١٩٩٥م هاجر إلى باكستان ومكث فيها عدة أشهر، ثم انتقل إلى مصر ودرس فى جامعة القاهرة في مرحلة الماجستير، وبجانب ذلك تتلمذ على أيدي شيوخ الأزهر الكبار. وفي نفس الوقت كان يدرس ويربي الطلاب التركستانيين أثناء إقامته فى مصر.

ففي عام ٢٠٠٥م إنتقل من مصر إلى تركيا وفي عام 2006م أنشأ مع بعض الشباب من طلابه جمعية التعليمً والتعاون لتركستان الشرقية في إسطنبول، ومن خلال الجمعية كان يقوم بأنشطة دعوية وثقافية واجتماعية.

وكان له دورا بارزا فى تعليم العلوم الشرعية عبر وسائل الاعلام الحديثة .

وكانت له جهودا مشكورة في لم الشمل والحرص على عدم الفرقة والحث علي التعاون بين التركستانيين في العالم .

صبيحة يوم الخميس الموافق 22ديسمبر2016م توفي بسبب أزمة قلبية.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

فيما يلي رثاء نظمه شمس الدين آقسو(أحد الطلاب الأويغور في جامعة الأزهر):

سيدنا الشيخ الحاج / عبد الحكيم خان مخدوم - رحمة الله عليه -

عـُلوٌّ في الحياةِ وفي الممَاتِ،

لَعمْرِي تلك إحدى المكرُماتِ،

ألـم تـرَ أنَّ أنـواراً تجـلّتْ

مِن الأكفان تُنبي عنْ حياةِ،

حُشودٌ جمعـُها ألـفٌ ونزرٌ،

تودّعُ شيخَ أشياخِ الدُّعاةِ،

لمثلـِك يافقيدَ العِلـْم نبكي،

ونلْهجُ بالدُّعـاء وبِالصَّلاةِ،

ونحزَن إذْ أصابَ العِلمَ ثلمٌ،

بفقـِدك ياعميدَ المُعْضِلاتِ،

لقدْ غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ،

ونِـلت جَناهُ أيـّامَ الحَياةِ،

غدوْت مُعلماً للناسِ خيراً،

وصِحْت مُعادِياً للمُغرِضاتِ،

وتُغدِقُ بالمكارم والعَـطايـا،

وترسلُ بالنّصائح والعِظاتِ،

قضيتَ حياتك المـُثلَى كِفاحاً،

لِـتحريرِ البلادِ من الطـُّغـاةِ،

وصُلْتَ بأنّ تُركِسْتانَ أرْضي،

وأرضُ الأوّلـين مِن الأُبـاةِ !!،

فلا شِبرٌ - وذاك لهُم مُحالٌ -

ولا شـِبران منـها للعُداةِ !!،

صَدعْت مُجَاهِراً بالحقِّ حِيناً،

وأيقظْت العـُقولَ من السُّباتِ،

فهبَّ الناسُ خلفكَ في جُموعٍ،

لـِدَحِْر مَزاعِم الحُـمْق الغُلاةِ،

وذِي الجمعيّةُ الغـرَّاء تَحْكي،

جهودَ عناكَ مِن ماضٍ وآتِ،

أيــاعبـدَ الحكيمِ أطِبْ ثواءً،

بدارِ كرامةٍ جَزِل ِالصِّلاتِ،

بصُحبةِ سيد الأكوانِ فيـها

محمدُ خاتـَمِ الرُّسل الثـّقاتِ،

وأُوصي نجْلَ سيّدنا ، صدِيقي،

بصـبرٍ للقـضَاء وبالـثباتِ،

أزِل يَاصاحبي دَمْعاً تَهاوَتْ،

على خديـّك إِبـّانَ الوفـاةِ،

وضمّدْ قلبـَك الحرّى لِتَحْذٰو

مسارَ أبيكَ في نـَهْجِ الحياةِ،

أُعـزِّي أهلَ تُـركـِستانَ جمْعاً،

وأوصِي أهلـَهُ بالطـَّيـِّباتِ،

عليكَ سَحائبُ الرِّضوانِ تـَتْرى،

تُظِـلّـُك في العَشِيِّ وفي الغـَداةِ .

‎2016-12-23 قاھىرە

 

العلماء والدعاة