دور العلماء في دعم قضية تركستان الشرقية
دور العلماء في دعم قضية تركستان الشرقية
د. محمد عبدالكريم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد وآله. أما بعد؛
فإن علماء المسلمين اليوم مطالبون بدور كبير في دعم قضية تركستان الشرقية، وبيان أن المشروع الصيني لا يرمي إلى تركستان الشرقية وحدها، بل يهدف إلى أراض أخرى مما يهدد الأمة بأسرها فالخطر يطال الجميع.
إن مواجهة المشروع الصيني المتعدد الأذرع لتقويض الشعب الأويغوري تتطلب عملا دؤوبا من الأمة على الأصعدة كافة: اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وإعلاميا، وهذا لا يتم إلا بتضافر الجهود، وتوحيد الصفوف، ومشاركة علماء الأمة ومفكريها وقواها الحية في هذه المعركة.
يقول الله تعالى في سورة النساء: (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا)، إن هذا التحريض من قبل علماء الأمة للمؤمنين لكف بأس الأعداء في الصين تجاه شعب الأويغور المسلمين يتجلى هذا الدور في ثلاثة ميادين:
-الميدان الشعبي
-الميدان الرسمي
-الميدان الدولي
أولا: دور علماء المسلمين في الميدان الشعبي
في ظل واقع عجز الحكومات ووهنها والاستكبار الصيني والتجاهل العالمي يمكن لعلماء المسلمين أن يقوموا بدور مهم يتضمن التوعية بالأمور الآتية:
- الموقف من قضية شعب الأويغور وأرض تركستان الشرقية وتثبيت خيار المقاومة والجهاد بشتى صوره وأشكاله.
- استصدار فتوى لكل علماء المسلمين يوضحون فيها أن أرض تركستان الشرقية هي أرض محتلة، وتقوم الفتوى أيضا بدحض فرية الحق التاريخي للصين في تركستان الشرقية، لأن تركستان أرض إسلامية تاريخا وواقعا، حتى لا يلتبس على كثير من الناس أمر الصراع بين الحكومة الصينية والمسلمين الأويغور، وذلك بتأثير الآلة الإعلامية الصينية لدرجة أن بعضهم أصبح يصدق أن للصين حقا تاريخيا، وأن الأويغور مجرد شعب متمرد.
- الموقف من المشروع الصيني في التطهير العرقي لمسلمي الأويغور
وذلك:
أولا: بفضح الحكومة الصينية من خلال الوثائق سياسيا وإعلاميا، وهذا يتطلب تعاونا بين الروابط والهيئات العلمائية في تبادل المعلومات والتواصل في هذا الصدد مع اتحاد علماء تركستان الشرقية.
ولتنظيم هذا الاتصال عمليا لابد من:
- تعيين عالم في كل رابطة يكون منوطا به مهمة المتابعة من خلال الاتصال المستمر باتحاد علماء تركستان الشرقية.
- تخصيص يوم سنوي (اليوم السنوي لمأساة الشعب الأويغوري) يتم فيه استدعاء الإعلام المحلي والعالمي لتناول المعلومات حول آخر تطورات الأوضاع والمستجدات.
ثانيا: مواجهة مشروع الصين الإجرامي من خلال الدراسات والندوات وخطب الجمعة وغيرها.
إن على علماء المسلمين أن يحافظوا على جذوة التماسك لشعب الأويغور ويعينوه على مقاومة كل سعي نحو التسليم للحكومة الصينية لما تقوم به تجاه المسلمين وذلك بـ:
أ/ دعوة الشعوب لمقاطعة الصين اقتصاديا وذلك بمقاطعة السلع والبضائع القادمة منها، لأن أرباحها تقويهم على إخواننا في تركستان الشرقية، وواجبنا ألا نعينهم على ذلك، وكذلك الشركات التي يقف من خلفها الصين في كل بلاد العالم.
ب/ الدعوة إلى وقف التعامل مع الصين دبلوماسيا وتجاريا وثقافيا ونحوه.
ج/ بيان حكم السفر إلى الصين مما يكون عونا لها على عدوانهم.
د/ مقاومة الغزو الثقافي للصين في تركستان الشرقية ومقاومة سياستها لتدمير الدين والأخلاق في شعب الأويغور، وخاصة التغيير التربوي وما يتضمنه من تغيير في المناهج التعليمية ومقاومة كل محاولة لاختراق العقل الأويغوري الإسلامي.
يجدر بالعلماء الاضطلاع بالمهام التالية لاستكمال المهمة التحريضية
١/ تعبئة الشعوب الإسلامية حول القضية الأويغورية وربطها بالأمة الإسلامية؛ والتركيز بشكل خاص على أوضاع المعتقلين من الرجال والنساء والأطفال؛ ومتابعة الأحداث الطارئة الهامة على الساحة الأويغورية لمناصرة قضية تركستان الشرقية.
٢/ العمل على المحافظة على الجهود المبذولة من قبل علماء الأويغور ومثقفيهم ومفكريهم؛ للجهاد والنضال لقضية شعب الأويغور.
٣/ السعي لإيجاد مؤسسات الدعم كجمعيات لمناصرة للشعب الأويغوري.
٤/ حث الشعوب على تقديم الدعم المادي والمعنوي لقضية تركستان الشرقية وجمع الإمكانيات لتعزيز صمود الشعب الأويغوري.
٥/ السعي لحشد الكفاءات والطاقات السياسية والإعلامية لدعم قضية الأويغور؛ في الجانب السياسي والإعلامي وذلك بالتعبير بمختلف الوسائل الممكنة عن معارضة الخطوات التي تستهدف تصفية القضية الأويغورية والتفريط بحقوقها، وفي الجانب بدعم وكفالة عائلات الشهداء والمعتقلين ودعم مشاريع الإبقاء على الأسر الأويغورية داخل الأرض المحتلة، وتأكيد مشروعية جهادها ومقاومتها للاحتلال الصيني ومواجهة محاولات إلصاق تهمة الإرهاب بالناشطين السياسيين والإعلاميين بالداخل والخارج.
دور علماء المسلمين على الصعيد الرسمي
لابد من صياغة خطاب إسلامي موحد لعلماء الأمة ينهض بالمواجهات التالية إزاء المؤسسات الرسمية والحكومية:-
أولا: إقناع الحكومات في بلداننا بضرورة مواجهة الحكومة الصينية؛ وتوضيح عدم جدوى التغاضي والسكوت عن جرائمها تجاه شعب الأويغور؛ سيما وقد تكشفت الحقيقة العدوانية والتوسعية المتعنتة للصين في تركستان الشرقية.
ثانيا: العمل على إنهاء القطيعة بين التجمع السياسي للأويغور، وبين الأنظمة الحاكمة وشعوبها لتحقيق وحدة الجبهة الداخلية لتجسيد الأخوة الإسلامية.
وهنا لابد من الحذر والبعد عن المصطلحات التي تسيء إلى المقاومة الأويغورية وتصفها بالتمرد والإرهاب؛ متجاهلة زنها هي ضحية إرهاب الدولة وأن حقها مشروع في الدفاع عن النفس ورفع الظلم واسترداد الحقوق.
وفي الميدان الدولي:
يقوم العلماء بدعوة منظمة التعاون الإسلامي إلى إعطاء القضية الأويغورية حقها في أولويات التناصر والتعاضد بين شعوب الأمة الإسلامية.
- والعمل على إدراج القضية الأويغورية ضمن مناهج التعليم؛ في عالمنا الإسلامي حتى تقف الأجيال على حقيقة ما يجري هنالك، فلا ينسوا قضية هذا الشعب المظلوم.
ثمة تحديات تعرض لاتحاد علماء تركستان الشرقية
- تحديد رؤية واحدة للقضية الأويغورية؛ بعيدا عن التضارب والتنازع.
- العمل على جمع العلماء والدعاة رغم اختلاف مشاربهم وجماعاتهم.
- لابد من الاستفادة من تجربة الهيئات المماثلة وأخص بالذكر (هيئة علماء فلسطين) التي أمكنها في السنوات الأخيرة أن تثبت جدارتها في إمكانية قيادة العلماء للقضايا الكبرى في الأمة.