في الصورة: عبد القادر داموللام (1862-1924)، رائد التعليم الجديد للأويغور، ومصلح اجتماعي عظيم.
إعداد أرسلان، مراسل إذاعة آسيا الحرة المستقل من إسطنبول
في 14 أغسطس 2024، أقيمت ندوة لإحياء الذكرى المئوية لوفاة عالم الدين المستنير عبد القادر داموللام ضمن برنامج "العلماء الخالدون" الذي نظمه اتحاد علماء تركستان الشرقية.
وفي الندوة تحدث رئيس قسم الأبحاث باتحاد علماء تركستان الشرقية أستاذ محمد يوسف عن "حياة عبد القادر داموللام والأثر الذي تركه لدى شعب تركستان الشرقية"، و تحدث رئيس اتحاد علماء تركستان الشرقية د. عالم جان بوغدا، "حركة التجديد لعبد القادر داموللام وتأثيرها على المجال السياسي لتركستان الشرقية"، وقدم عالم جان صابرلي، مدير التعليم في مؤسسة سوتوق بوغراخان للعلوم والثقافة، تقريرًا علميًا عن "الطريقة التعليمية لعبد القادر داموللام وتأثيرها في قطاع التعليم في تركستان الشرقية".
في الصورة: لقطة من ندوة أقيمت في إسطنبول بمناسبة مرور 100 عام على استشهاد العالم الرباني الراحل عبد القادر داموللام. 14 أغسطس 2024، اسطنبول.
وفي حديثه في الندوة، قال الدكتور عالم جان بوغدا: إن الراحل عبد القادر داموللام كان له تأثير عميق على شعب الأويغور في إيقاظ الشعب من الجهل ومحاربة الظلم، وإصلاح الشعب وتعليم الأجيال بأسلوب التنوير الجديد.
وفي كلمته، أكد الدكتور عالم جان بوغدا على أهمية أخذ العبرة من اغتيال المرحوم عبد القادر داموللام وأن يقوموا بحماية علمائهم وقادتهم.
وقرأ الأستاذ محمد يوسف، الذي تحدث أولا في الندوة، التقرير الأكاديمي الذي أعده عن عبد القادر داموللام رحمه الله. وقال: "إن العالم المتحمس عبد القادر دملام ليس فقط مصلحًا عظيمًا في القرن العشرين، ولكنه أيضًا شخص يحتل مكانة خاصة في تاريخ تركستان الشرقية. لأنه في ظل التعليم الجديد الذي بدأه داموللام، تخلصت الكتاتيب والمدارس الدينية في بلادنا من الشيخوخة والتخلف، وأصبحت طرق تعلم الدين لعامة الناس سهلة ومبسطة. لقد أنشأ عبد القادر داموللام مناهج التعليم والمدارس الدينية في تركستان الشرقية، والتي كانت متخلفة وجاهلة لعدة قرون، بما يتوافق مع مستوى المراهقين وتوقعات العصر. عبد القادر داموللام هو أيضًا شخص مثالي ورث وصية جدنا الأكبر يوسف خاص حاجب بكسر الممارسة القديمة التي كانت مستمرة منذ قرون من خلال كتابة الأعمال بلغته الأم وفتح طريق مشرق للجيل القادم. لأن علماء الأويغور السابقين كتبوا مؤلفاتهم باللغة العربية أو الفارسية، ووفقًا لمقياس تلك الأوقات، فإن المؤلفات التي لم تكن باللغة العربية أو الفارسية لم تكن تعتبر أعمالًا ذا قيمة. ولهذا السبب كانت المؤلفات المكتوبة باللغة الأويغورية بنسبة ضئيلة جدا.
في الصورة: لقطة من ندوة أقيمت في إسطنبول بمناسبة مرور 100 عام على استشهاد العالم الرباني الراحل عبد القادر داموللام. 14 أغسطس 2024، اسطنبول.
قال الأستاذ محمد يوسف عن حياة المرحوم عبد القادر داموللام: "ولد عبد القادر داموللام عام 1862م في قرية مشهد بآرتوش، قضى أيام الطفولة والمراهقة في مدارس مسقط رأسه، ثم درس العلوم في مدارس كاشغر وبخارى، ومن ثم عاد إلى وطنه تركستان الشرقية، وكرس علمه وحياته لإصلاح التربية والتدريس بطريقة جديدة من أجل إنقاذ الوطن الأم بالعلم والتنوير.
وأكد أن عبد القادر داموللام شخصية وطنية: "إن موهبة العالم الإصلاحي الكبير عبد القادر دملام ومهاراته المتعددة الأوجه لم تظهر إلا أثناء دراسته في بخارى. وقد أعجب به أساتذته وزملاؤه وشهدوا بعلمه الغزير. ولهذا السبب دُعي داموللام للتدريس في المدرسة التي درس فيها ببخارى. لكن داموللام قرر العودة إلى بلاده بهدف إيقاظ شعبه من سبات الجهل وزرع بذور العلم والتنوير في قلوبهم.
في الصورة: لقطة من ندوة أقيمت في إسطنبول بمناسبة مرور 100 عام على استشهاد العالم الرباني الراحل عبد القادر داموللام. 14 أغسطس 2024، اسطنبول.
كما تحدث الأستاذ محمد يوسف عن أعمال عبد القادر داموللام في إيقاظ الشعب في مقالته العلمية: "كان عبد القادر داموللام يحاول دائمًا إيقاظ الناس من نومهم من خلال مؤلفاته وخطبه ومحاضراته، حتى أنه كان يأمر طلابه بتوزيع المنشورات الدعوية. وكانت تلك المنشورات تحمل مثل هذه الشعارات النارية: ‹. . وهذا العصر هو عصر التنوير العلمي، وليس عصر الجهل والغفلة. إنه وقت الاجتهاد والحماس، وليس وقت الكسل والخمول. وشعوب أخرى تحلق بالعلم والتنوير في الفضاء، وتسبح وتغوص في أعماق البحار. أما نحن فلا نزال نيام في نوم الجهل. النوم هو مقدمة للموت. والاستمرار في النوم بهذه الطريقة يعني البؤس والدمار. فلنستيقظ، فما زال لدينا وقت وفرصة.
وتحدث عالم جان صابرلي، مدير التعليم في مؤسسة سوتوق بوغراخان للعلوم والثقافة، الذي تحدث في الندوة عن موضوع "طريقة عبد القادر داموللام التعليمية وتأثيرها على قطاع التعليم في تركستان الشرقية" أثناء التدريس في العديد من المدارس الدينية، ومدرسة عيدكاه ومدرسة الملكية وغيرها من المدارس قام بترجمة الدروس العربية والفارسية إلى الأويغورية حتى يتمكن الطلاب من فهمها بسهولة، ونشر مؤلفات باللغة الأويغورية الأدبية، وكتب كتبًا في الرياضيات والأدب وما إلى ذلك، وقام بتدريسها في المعاهد والمدارس الدينية وساهم العديد من المساهمات في مجال التعليم.
وبحسب المصادر التاريخية وأعمال المثقفين الأويغور مثل باتور روزي وخبير تيمور وغيرهم الذين كتبوا عن عبد القادر دمولام ووصفوه: أنه عالم شعب الأويغور الكبير ومؤلف العديد من الأعمال الفلسفية واللغوية والأدبية والأخلاقية والدينية والقومية. المصلح المتنور عبد القادر داموللام ومؤسس حركة التنوير التربوي والإصلاحي واجه معارضة شرسة من قبل المحتلين الصينيين تحت قيادة يانغ زينغشين وعرقلة من قبل حكامهم. أغلق الدكتاتور يانغ زينغشين مدارس عبد القادر داموللام. وتم اغتياله في منزله بطعنات السكين في 14 أغسطس 1924 بخطة سرية لم يتم الكشف عنها بعد، وقد أحدث مقتل عبد القادر داموللام تأثيرًا قويًا داخل مجتمع الأويغور وخارجه.
ويتذكر شعب الأويغور الشهيد عبد القادر داموللام كرمز من رموز النضال وكعلم من أعلام العصر حتى بعد مضي 100 عام على استشهاده.
مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/abduqadir-damollam-08162024155812.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.